Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
العمل والمال

3 استراتيجيات لتجنُّب العمل ليلاً


ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن داريوس فوروكس (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن كيفية الحد من العمل ليلاً.

بينما تركز معظم المقالات على الأثر السلبي للعمل والتوتر في الذهن، بالكاد أسمع أحداً يتحدث عن الأثر السلبي للعمل المعرفي من الناحية الجسدية، لكن بالطبع، لا يمكن مقارنته بالوظائف اليدوية، لكن مع ذلك، يؤدي الكثير من العمل المكتبي إلى مشكلات جسدية أيضاً؛ فبالنسبة إلي، لقد عانيت آلاماً في العنق وفي الظهر، وجفافاً في العين، وصداعاً أيضاً بسبب بذل جهد كبير.

أنا بشكل عام أحاول القيام بكلِّ ما هو ممكن لتجنب هذه الأشياء، فعلى سبيل المثال، أرفع الأوزان، وأمشي يومياً 10 آلاف خطوة على الأقل (لقد اشتريت مؤخراً جهازاً للمشي قابلاً للطي)، وأتناول الطعام الصحي، وأنام 8 ساعات ونصف كلَّ ليلة، وأمارس التأمل، وآخذ استراحات طوال اليوم، وأحاول أن أعيش دون قلق.

لكن ما يزال لدي حد لمقدار العمل الذي يمكنني القيام به في الأيام العادية قبل أن أُرهق جسدي، والحقيقة هي أنَّ بعض الناس يجدون صعوبة في التوقف عن العمل طوال اليوم، وقد نخدع أنفسنا في الاعتقاد بأنَّنا طالما لا نقوم بعمل يدوي، فيمكننا العمل طوال اليوم.

أظهرت دراسة أجراها تطبيق ريسكيو تايم (RescueTime)، وهو تطبيق شهير لتتبع الوقت أنَّ 40% من المستخدمين يعملون ليلاً (بعد الساعة 10 مساءً)، وكان ذلك قبل حدوث الجائحة.

قد تعمل كثيراً؛ لأنَّك ربما تحب عملك لدرجة أنَّك لا تستطيع التوقف، لكن بالنسبة إلى معظمنا، توجد علاقة عكسية بين عدد ساعات العمل والتأثيرات التي تتركها في حياتنا.

تؤدي كثرة العمل إلى نتائج عكسية:

لقد كتب طالب من طلاب دورتي التدريبية عبر الإنترنت عن تحسين الإنتاجية عندما كنا نتحدث عن أهدافنا: “أنا أعمل 8 ساعات في اليوم، وفي معظم الأوقات أعمل أكثر من ذلك، وأقوم حالياً بإنشاء مدونة أيضاً”، فكتبت له: “ما الذي يدعوك إلى العمل أكثر من 8 ساعات؟”.

لقد تحدثت عن تجربتي الشخصية، فعلى الرَّغم من أنَّني تحسنت كثيراً في تولي مزيد من العمل على مر السنين؛ لكنَّني لست رجلاً آلياً؛ إذ يفترض معظمنا أنَّ مزيداً من ساعات العمل تعني مزيداً من الإنتاجية، لكنَّ هذا ليس صحيحاً.

تظهر الدراسة نفسها التي أجرتها ريسكيو تايم أنَّ الناس يبقون منتجين لمدة ساعتين و48 دقيقة في اليوم فقط (في أثناء العمل على أهم مهامهم)، لكن بالطبع، هذا المعدل وسطي؛ إذ إنَّ معظم الأشخاص المهتمين بالإنتاجية هم أكثر إنتاجية من ذلك.

بالنسبة إلي، لمعرفة عدد الساعات التي أكون فيها منتجاً كلَّ يوم، أحتفظ أحياناً بسجل لنشاطي؛ أي أكتب لمدة أسبوع أو أسبوعين ما قمت به بعد كلِّ ساعة من العمل، وطيلة الـ 5 سنوات الماضية، قمت بهذا الأمر مرات عديدة في السنة، وتبين لي أنَّني أكون منتجاً لنحو 4 إلى 5 ساعات في اليوم فقط؛ أي هذا هو مقدار الوقت الذي يمكنني أن أقضيه في كتابة المقالات وإدارة عملي.

إنَّ يوم العمل المؤلف من 8 ساعات هو مغالطة بالنسبة إلى الموظفين الذين يعملون في المجالات المعرفية؛ وذلك لأنَّ معظمنا غير قادر على القيام بعمل منتج فعلي لساعات عديدة في اليوم.

شاهد بالفيديو: 10 نصائح للعمل من المنزل

 

ما أفعله للحد من العمل ليلاً:

عادةً ما أتوقف عن العمل خلال النهار عندما أكمل 3 أو 4 أولويات لذلك اليوم؛ إذ إنَّ أكبر مأزق بالنسبة إلي هو العمل ليلاً، إذن إليك ما أفعله لتجنب المبالغة في العمل:

1. إيقاف تشغيل أجهزة العمل الخاصة بي قبل الساعة 10 مساءً:

عندما أقوم بإيقاف تشغيل أجهزتي، لا أشعر برغبة في إعادة تشغيلها؛ بل أشعر أنَّني أنهيتُ يوم العمل عبر فعل ذلك، أمَّا عندما لا أغلق الأجهزة أو أترك حاسوبي المحمول مفتوحاً على الأريكة، فأشعر أنَّني أستطيع العودة إلى العمل في أيِّ وقت؛ لهذا السبب من الهام أن يكون لديك نوع من الطقوس الذهنية التي تساعدك على “إنهاء” يوم عملك.

الشيء الآخر الذي أقوم به والذي ينجح هو وضع جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بي في مكان بعيد عني، إمَّا في درج ما أو في حقيبتي؛ إذ يتعلق الأمر بجعل العمل صعباً على نفسك.

2. وضع الكتب في كلِّ مكان في منزلي:

إنَّني أجعل أداء العمل صعباً على نفسي ليلاً وأُسهِّل القراءة، لأنَّني أحب قراءة مجموعة من الكتب في الوقت ذاته، لدي كتب في كلِّ مكان حولي، وأراها تسهِّل عليَّ القراءة، وأكثر شيء مناسب لي هو وجود مجموعة متنوعة من الكتب حولي.

3. استخدام وضع النوم على هاتفي:

 أرسلت ذات مرة قبل أن أبدأ بهذه الاستراتيجية رسالةً إلى الشخص الذي يتولى دعم العملاء في فريقي في وقت متأخر من المساء، وكان ثمة فرق في التوقيت بيننا؛ إذ كانت الساعة 10 مساءً في مدينتي، وكانت منتصف الليل في مدينته، فقد استغرق في النوم دون أن يوقف إشعاراته واستيقظ بسبب صوت الرسالة.

أجابني على أيَّة حال، لكن أول ما تبادر إلى ذهني كان: “لماذا لم يوقف إشعاراته؟”؛ إنَّ إيقاف الإشعارات لا يكفي؛ بل نحن بحاجة إلى إيقاف تشغيل أجهزتنا أيضاً، لكن نظراً لأنَّني لا أرغب في فعل ذلك بهاتفي من أجل حالات الطوارئ، فأنا أستخدم وضع النوم؛ إذ يقفل شاشتك، ولا يعرض أيَّ إشعارات (لذلك لا يمكنك إلقاء نظرة سريعة على ما فاتك)، ويذكرك بالذهاب إلى النوم أيضاً.

في الختام: دائماً ما تتفوق السلحفاة على الأرنب

تتحدث إحدى القصص التي تدعى السلحفاة والأرنب (The Tortoise and the Hare) عن عدم الاستهانة بخصمك، وفي الحياة الواقعية، جميعنا لدينا سلحفاة وأرنب في داخلنا؛ إذ يحثك الأرنب على السرعة، وتخبرك السلحفاة على القيام بكلِّ شيء ببطء، لكن بثبات؛ ففي حياتك الخاصة والمهنية من الأفضل أن تصغي إلى السلحفاة التي في داخلك أكثر.

في حين أنَّ السرعة مفيدة في بعض الأحيان، لكن ينبغي ألا نتهاون ونعتقد أنَّه يمكننا الاعتماد على سرعتنا دائماً؛ ففي مرحلة ما، سنفقد خفة الحركة؛ لذلك من الأفضل أن نتحرك ببطء، ولهذا السبب يجب أن نتجنب العمل الزائد عن حده، وخاصةً في الليل، وسنحقق مزيداً من النتائج من خلال إحراز القليل من التقدم كلَّ يوم وشهر وسنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى