سوق الذهب العالمى يترقب شهادة محافظ الفيدرالى أمام الكونجرس الأمريكى
وقال تقرير gold Bullion، أن الدولار الأمريكي يشهد تراجع تدريجي منذ الأسبوع الماضي مقابل العملات الرئيسية، واليوم سجل مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية أدنى مستوى في 4 جلسات عند 104.08 ليشهد تداولات في نطاق ضيق أيضاً بعد أن انخفض يوم أمس بنسبة 0.3%، وينصب تركيز الأسواق اليوم على الجزء الأول من شهادة محافظ الفيدرالي أمام الكونجرس الأمريكي، حيث من المتوقع أن تحدد تصريحات مسار أسعار الفائدة خلال الأشهر القادمة، ولكن الأسواق ستترقب نغمة حديث رئيس البنك خاصة بعد ارتفاع التضخم بشكل غير متوقع في يناير، ولكن هناك مؤشرات اقتصادية أخرى أظهرت تراجع في أداء الاقتصاد الأمريكي.
خلال الأسبوع الماضي وبعد سلسلة من تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي توصلت توقعات الأسواق إلى أن الفيدرالي سيلجأ إلى التسرع في رفع الفائدة والوصول إلى ذروتها عاجلاً وليس آجلاً، وهو السبب وراء الأداء الإيجابي الذي ظهر به الذهب خلال تداولات الأسبوع الماضي، وفق gold Bullion أيضاً تزايدت التوقعات باقتراب الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي زاد الطلب عليه كملاذ آمن في الأسواق خاصة بعد تعمق انخفاض منحنى العائد في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويقوم متداولو العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي بتسعير احتمال 76٪ أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه في مارس. كما يتوقعون أن تبلغ أسعار الفائدة ذروتها عند 5.48٪ في سبتمبر وأن تظل أعلى من 5٪ حتى نهاية العام وهناك تعمق منحنى العائد على السندات الحكومية الأمريكية الأمر الذي يعكس تراجع العائد على السندات طويلة الأجل باستحقاق 10 سنوات و20 سنة و30 سنة، بالمقارنة مع ارتفاع العائد على السندات ذات الاستحقاق القريب مثل 1 شهر وحتى سنتين.
ويستخدم منحنى العائد في قياس الثقة لدى المستثمرين في مستقبل الاقتصاد الأمريكي، والتراجع في مستويات العائد على السندات طويلة الأجل يدل على تراجع الثقة في مستقبل الاقتصاد الأمريكي وتوقع حدوث الركود الاقتصادي، حيث جرت العادة على كون العائد على السندات طويلة الأجل أعلى من مثيلاتها قصيرة الأجل.
انخفاض منحنى العائد يعد إشارة إيجابية لأسعار الذهب الذي ينتعش الطلب عليه وقت حدوث الأزمات ووقت الركود الاقتصادي ليلعب دور الملاذ الآمن خلال هذه الأوقات، وهو السيناريو المتوقع للذهب في عام 2023 فبعد انتهاء دورة رفع الفائدة من قبل الفيدرالي سيعود الذهب إلى التألق من جديد مستغلاً تباطؤ الاقتصاد الأمريكي الذي قد يحدث نتيجة عمليات رفع الفائدة.
يذكر أيضاً أن انخفاض عائد السندات الحكومية أصبح علامة متشائمة على مستقبل النمو الاقتصادي الأمريكي، بعد أن تكرر هذا المشهد قبل كل أزمة واجهت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً، على المستوى القريب نجد أن ارتفاع أسعار الفائدة يعد مؤشر سلبي بالنسبة لأسعار الذهب، وهو ما يدفع أسواق المعدن النفيس إلى التركيز على تصريحات باول اليوم التي قد تحدد توجه الفيدرالي خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد توقعات بكون علامات التباطؤ الاقتصادي تحد من المساحة الكافية لدى الفيدرالي لمواصلة رفع أسعار الفائدة.
بنك أوف أمريكا يتوقع الركود للاقتصاد الأمريكي
توقع بنك أوف أمريكا الاستثماري على لسان رئيسه التنفيذي دخول الاقتصاد الأمريكي في ركود اقتصادي خلال الربع الثالث من العام الجاري، وذلك بعد انتهاء دورة رفع أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي كما تشير توقعات الأسواق.وأشارت التوقعات أن الركود الاقتصادي لن يكون عميقاً وقد يصل لمستويات انكماش في حدود 0.5% إلى 1%، على أن يستمر هذا الركود حتى الربع الأول من عام 2024، قبل أن يبدأ البنك الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة التدريجي بداية من الربع الثاني من العام القادم.
ارتفاع التدفقات النقدية الخارجة من الصناديق الاستثمارية المتداولة في الذهب
بداية عام 2023 شهد أداء ضعيف بعض الشيء لصناديق الاستثمار المتداولة في الذهب، فقد وصل صافي التدفقات النقدية الخارجة من الصناديق 1.6 مليار دولار في يناير الماضي منخفضاً بنسبة 0.8% بمقدار 26 طن من الذهب من إجمالي حيازات الذهب لدى الصناديق البالغ 3446 طن.
التقرير الذي صدر عن مجلس الذهب العالمي يوضح أنه على الرغم من الارتفاع الكبير في أسعار الذهب الفورية في يناير بنسبة 6.1% إلا أن التدفقات الخارجة من الصناديق الاستثمارية في أوروبا وآسيا أثرت على الطلب على الصناديق بشكل عام ومحت المكاسب والطلب الإيجابي الذي سجلته الصناديق الاستثمارية في أمريكا الشمالية تحديداً.
الاستثمار في الصناديق الاستثمارية المتداولة في الذهب يعد أحد مؤشرات الثقة في مستقبل الذهب في الأسواق، وهذا التراجع مع بداية العام يعكس مخاوف المستثمرين من تداعيات أسواق الذهب بسبب عمليات رفع أسعار الفائدة التي يقودها المركزي الأمريكي والبنوك المركزية العالمية الأخرى.
ولكن الأمر قد يختلف مع التقارير القادمة لأداء الصناديق الاستثمارية خاصة مع تغير في توقعات الأسواق وتوقعات البنك الفيدرالي بشأن مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية.
اكتشاف المزيد من موقع المشاريع العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.