“التعاون الدولي”: تعزيز مستوى المعيشة لـ40 ألف أسرة وتمكين صغار المزارعين
استهلت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، وإيلينا بانوفا، المنسق المقيم للأمم المتحدة فى مصر، زيارتهما لمحافظة المنيا، بتفقد المدارس الحقلية ضمن برنامج الاستثمارات الزراعية المُستدامة وتعزيز مستوى المعيشة، بقرية الجهاد 4 بمركز العدوة بمحافظة المنيا، الممول من الصندوق الدولى للتنمية الزراعية “إيفاد”، فى ضوء الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، وذلك بمشاركة الدكتور محمد إبراهيم أبوزيد، نائب محافظ المنيا، وممثلى منظمة الأغذية والزراعة، والصندوق الدولى للتنمية الزراعية، والوكالات الأممية المعنية، وكذا فريق عمل وزارة التعاون الدولى.
ويعد برنامج الاستثمارات الزراعية المستدامة وتعزيز سبل المعيشة، أحد المشروعات الجارية بالشراكة بين وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، والصندوق الدولى للتنمية الزراعية “إيفاد”، تحت مظلة أولويات الدولة الوطنية والشراكة الاستراتيجية بين مصر والأمم المتحدة، حيث يستهدف تحقيق التنمية الريفية الشاملة من خلال تعزيز استفادة صغار المزارعين من خدمات الإرشاد الزراعى والتسويق والتوعية بأهمية الإنذار المبكر والابتكار الزراعى والتكنولوجيا الزراعية وأنظمة الزراعة المستدامة، وتوفير مصادر دخل متنوعة للمستفيدين من الشباب والسيدات، بالإضافة إلى زيادة الإنتاجية وتمكين صغار المربين وحفظ السلالات الحيوانية وتعزيز تكنولوجيا الملقحات.
ويستدهف المشروع تحقيق الاستفادة لـ40 ألف أسرة ريفية، وتقديم الدعم للمزيد من الأسر فى المناطق المجاورة وتوفير الخدمات الاجتماعية والاقتصادية، إلى جانب إتاحة 172 مشروعًا للتربية الحيوانية يستفيد منه 3440 مستفيدًا ومزارعًا من بينهم 2400 رجل و1040 امرأة، لتبنى الممارسات والتقنيات الزراعية الذكية التى تراعى العمل المناخى وتعزيز إدارة الموارد الطبيعية.
وفى إطار الدعم المتكامل والشراكة بين الأمم المتحدة ووكالاتها والحكومة المصرية من خلال البرامج المشتركة وتنسيق الجهود بين الوكالات الأممية، تقوم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو”، بتنفيذ أحد المكونات الرئيسية فى المشروع بعنوان “التنمية الزراعية والتنويع من خلال تحسين خدمات الإنتاج الزراعي” مع التركيز على منهجية المدارس الحقلية للمزارعين والتى تركز على الإرشاد الزراعى الجماعى والقائم على السوق والتعلم التشاركى، هذا وقد تم تنفيذ ما يقرب من 176 مدرسة حقلية.
كما يتم من خلال المشروع تدريب 240 جهة من الأطراف ذات الصلة فى المحافظات لزيادة الوعى باحتياجات المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة، وفى هذا الإطار فقد تم تدريب 125 من المستفيدين من المجتمعات المحلية على كيفية الترويج الفعال لممارسات وتكنولوجيا التقنيات الزراعية الذكية مناخيًا CSA وإدارة الموارد الطبيعية NRM من خلال تنفيذ 66 مدرسة حقلية للمزارعين وعدد من كبار المديرين والمشرفين الزراعيين.
وخلال تفقدها المشروع أكدت وزيرة التعاون الدولى، على أهمية المشروعات المنفذة مع الصندوق الدولى للتنمية الزراعية، وكذا منظمة الأغذية والزراعة، والتى عززت جهود الدولة فى تحقيق مفهوم التنمية الريفية الشاملة، ورفع مستوى معيشة المزارعين خاصة أصحاب الحيازات الصغيرة، وإتاحة فرص العمل، لافتة إلى أن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من العمل المشترك مع الصندوق الدولى للتنمية الزراعية “إيفاد”، فى ضوء الإطار الاستراتيجى للشراكة من أجل التنمية المستدامة 2023-2027، لاسيما على مستوى محور الغذاء ضمن المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج “نُوَفِّي”، والذى سيتم من خلاله تنفيذ العديد من المشروعات الهادفة لدعم قطاع الزراعة وتحفيز جهود الأمن الغذائى فى مصر.
وأكدت على التنسيق المستمر بين الجهات الوطنية المنفذة للمشروعات ممثلة فى وزارة الرى والموارد المائية، ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، وغيرها من الجهات وكذا شركاء التنمية من أجل تحقيق أقصى استفادة من مشروعات التعاون الإنمائى، والوصول إلى النتائج المرجوة التى تنعكس على المواطنين وصغار المزارعين والمستفيدين من مختلف الفئات، من خلال تكامل الجهود والتنسيق فيما بينها.
وحرصت “المشاط”، ووفد الأمم المتحدة، على الاستماع لشرح مفصل من ميسرى المدارس الحقلية والمسئولين الميدانيين عن برنامج الاستثمارات الزراعية المستدامة، للتعرف على التقدم المحرز والاستماع لمتطلبات المزارعين والاستفادة التى تحققت على أرض الواقع.
علقت إيلينا بانوفا، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة فى مصر: “إن عملنا المشترك فى المنيا، بشكل جماعى فى الأمم المتحدة، مع الحكومة المصرية وشركاء التنمية، مصمم لتلبية احتياجات وأولويات المجتمعات المحلية من خلال الحلول التى تستفيد من القدرات والمواهب الهائلة لصغار المزارعين والشباب الموجودين هنا فى المنيا “. وأضافت أن أحد الأهداف الرئيسية لإطار التعاون بين الأمم المتحدة والحكومة هو” تلبية احتياجات المجتمعات على المستوى المحلى – المنطقة والقرية.، لا سيما فى تقليل الفوارق بين الجنسين والرقمية والاقتصادية “.
وقال نصر الدين حاج الأمين، ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) فى مصر أن مشروع “تعزيز إنتاجية المحاصيل والثروة الحيوانية فى الأراضى الجديدة من خلال تبنى الممارسات والتقنيات الزراعية المبتكرة الذكية مناخياً” الذى تنفذه منظمة الفاو يساهم بشكل كبير فى تمكين المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة وتعزيز دخلهم وزيادة الربحية وتنويع سبل عيشهم وهو ما يصب فى تحقيق أهداف استراتيجية التنمية المستدامة للحكومة المصرية: رؤية مصر 2030 واستراتيجية مصر للتنمية الزراعية المستدامة (SADS-2030)، كما يسهم فى جعل الزراعة أكثر إنتاجية واستدامة مع الحفاظ على الموارد الطبيعية والاستخدام الرشيد للمياه.
وقال محمد عبدالقادر، ممثل الصندوق الدولى للتنمية الزراعية “إيفاد”، “نحن فخورون بتعاوننا المثمر مع الحكومة المصرية وفريق عمل برنامج الاستثمارات الزراعية المستدامة، الذى يواصل تحقيق التأثير القوى على مستوى زيادة دخول المزارعين وأصحاب الحيازات الصغيرة، وبناء قدرتهم على التوظيف وتحسين الإنتاج الزراعي“.
ويحقق المشروع العديد من الأهداف الوطنية فى ضوء الأهداف الأممية للتنمية المستدامة لاسيما الهدف الأول: القضاء على الفقر، والهدف الثاني: القضاء التام على الجوع، والهدف الثامن: العمل اللائق والنمو الاقتصادى، والهدف الخامس: تمكين المرأة، كما أنه يأتى ضمن محاور الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية، وتمكين المرأة، والتنمية الاقتصادية الشاملة فى الإطار الاستراتيجى للشراكة 2018-2022.
جدير بالذكر أنه محفظة التعاون الجارية مع الصندوق الدولى للتنمية الزراعية إيفاد تشمل تنفيذ 3 مشروعات بتمويلات إنمائية مقدمة من الصندوق وهى مشروع الاستثمارات الزراعية المستدامة وتحسين سبل المعيشة SAIL، ومشروع تعزيز الموائمة فى البيئات الصحراوية بمحافظة مطروح PRIDE، وبرنامج التحول المستدام للموائمة الزراعية فى صعيد مصرSTAR، وتبلغ قيمة محفظة التعاون الإنمائى على مدار 40 عامًا نحو 1.1 مليار دولار.