Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
العمل والمال

كيف تكون حراً في مكان العمل؟


فالمنظمات التي توفر فرصاً للعمل الهجين (أي قدرة الموظفين على العمل في المكتب أحياناً وعن بُعد أحياناً أخرى) على الأقل، أو توفر مرونة في العمل عن بُعد بدوام كامل؛ هي المنظمات القادرة على جذب القوى العاملة والحفاظ عليها، بينما تفقد المنظمات التي تنتظر عودة الأمور كما كانت عليها سابقاً قبل جائحة كورونا (covid-19) من ناحية الروتين والقوانين والجداول الزمنية والموظفين ويواجه فيها القادة صعوبات لمحاربة التغيرات.

الشركات التي تبنت النظام الجديد وتخلت عن فكرة العودة إلى ما كانت عليه الأمور سابقاً هي التي تجذب الموظفين وتحتفظ بهم ولديها مستويات أعلى من رضى الموظفين أيضاً، هذه هي الشركات التي ستتقدم على منافسيها؛ لأنَّها رأت أنَّ هذه الطريقة الجديدة تطور كيفية اندماج الموظفين وتحقق أفضل نتائج للأعمال.

ظهرت بعض التأثيرات النفسية المفاجئة وغير المتوقعة مع كلِّ الأدلة التي تشير إلى أنَّ هذه الطريقة الجديدة في أسلوب العمل قد أصبحت أمراً طبيعياً، وأحد هذه المشاعر الكامنة هو الشعور بالذنب وعدم القدرة على منح أنفسنا إذناً للعمل على أفضل وجه وقد يبدو أنَّه أمر غريب وقد تسأل نفسك: “لماذا أشعر بالذنب؟ إنَّني أستطيع العمل من حيثما أريد، ولديَّ جدول زمني خاص بي أليس هذا ما حلمت به دائماً؟”.

قد تشعر بالذنب سواء بوعي أم دون وعي وهذا يمكن أن يكون مدمراً لك؛ إذ يأتي الشعور بالذنب لأنَّنا اعتدنا طوال حياتنا على الذهاب إلى المكتب وأن نكون منتجين لفترة معينة من الوقت فقط، وعادةً ما تكون من الساعة التاسعة صباحاً حتى الساعة الخامسة مساءً وأن نكون في بيئة مكتبية مع مدير يضع لنا القوانين جميعها.

لقد لُقِّنا هذا منذ أن بدأنا الذهاب إلى المدرسة؛ إذ كان مطلوب منا أن نجلس في مقاعدنا حالما يرن الجرس لبدء الدرس، ولم يكن لدينا حرية المغادرة حتى يرن الجرس الأخير، كما أثَّر في خياراتنا وأفكارنا وسلوكاتنا، والأهم من ذلك في معتقداتنا الأساسية حول معنى الإذن.

لقد وجب على منظمات عديدة السماح لعمالها بالعمل عن بُعد مع الجائحة العالمية التي واجهناها، ممَّا تسبب في تغيير جديد تماماً في الثقافات التنظيمية، والآن لقد أصبح الموظفون يعتمدون على أنفسهم ويتحكمون في أوقاتهم ومواقعهم وجداولهم الزمنية أيضاً.

شاهد بالفديو: كيف تعمل عن بعد في منزلك؟

 

ماذا يعني السماح لنفسك بالعمل وفقاً لشروطك الخاصة؟

لم يضطر ناس كثيرون إلى طرح هذا السؤال على أنفسهم من قبل، أعلم أنَّني اختبرت هذا الأمر بنفسي عندما كنت أعمل في وظيفة مرهقة للغاية في شركة بمواعيد نهائية ضيقة وأهداف كبيرة لينتهي بي الأمر بانهيار كامل في المستشفى بسبب إصابتي بالتهاب رئوي، وقد قادني هذا الانهيار إلى إعادة تقييم عاداتي العملية والحياتية كاملة، ومن ذلك المعتقدات الأساسية وطريقة تفكيري في سبب اكتسابي لها في المقام الأول.

لقد اتضح أنَّ السماح لنفسي بالعمل في أيِّ مكان أريده ومتى ما اخترت ذلك بدلاً من التقيد بجدول زمني أو بيئة قد عفا عليها الزمن من أصعب التحولات النفسية التي اضطررت إلى أن أتغلب عليها ولقد كان عليَّ أن أبحث عن سبب صعوبة السماح لنفسي للقيام بذلك، واتضح أنَّ ذلك يأتي عند ترك الذنب؛ ولذلك من المنطقي أن نشعر بالذنب؛ لأنَّنا اعتقدنا بأنَّنا لا يمكننا أن نكون منتجين إلا في إطار زمني محدد وفي بيئة محددة؛ ففي النموذج القديم إذا غامرت بالخروج من هذه القواعد الصارمة فسوف تُعدُّ متقاعساً عن العمل أو مخترقاً للقوانين؛ لذلك من المنطقي وجود هذا الشعور بالذنب في داخلنا، ولكن ما ستكتشفه هو أنَّ هذا الذنب يمنعك من الوصول إلى أعلى مستويات إنتاجيتك.

إذا سمحت لنفسك بالعمل عندما تكون في أفضل حالاتك عاطفياً وعقلياً وجسدياً وحتى روحياً اعتماداً على الوقت أو مهما كانت البيئة التي تعمل فيها، فستحصل على نتائج أسرع مع تأثير أكبر سواء كنت قائداً يقود فرقاً ينتشر أعضاؤها حول العالم أم موظفاً يريد زيادة فاعليته إلى أقصى حد؛ إذ يمكنه الحصول على مزيد من الوقت لحياته الشخصية؛ لذا اسمح لنفسك بأن تكون أفضل نسخة من نفسك.

ستزيد من نجاحك بالتخلي عن الشعور بالذنب والعمل في وقت محدد وستختفي الأنماط القديمة مع تزايد عدد الأشخاص الذين يتبنون هذه الطريقة الجديدة في التفكير والعمل، ومثلما نعلم الآن أنَّ التدخين يشكل خطورة على صحتنا فسوف ننظر إلى أفكارنا القديمة عن الإنتاجية في عالم الشركات مثل نظام مدمر خلق الإرهاق والاحتراق الوظيفي وأسباب لا تنتهي من الانهيار والتوتر.

في الختام:

اسمح لنفسك في المرة القادمة التي تجد فيها فرصة للعمل من أيِّ مكان وفي أيِّ وقت تختاره بالتخلي عن الشعور بالذنب وسوف تجد أنَّ هذه العبارة البسيطة: “إنَّني أسمح لنفسي بأن أكون حراً” ستهيئك للنجاح على الأمد الطويل فامنح نفسك اليوم الإذن للعمل بوصفك أفضل نسخة من نفسك؛ إذ يشمل ذلك العوامل اللازمة كلَّها للوصول إلى ذلك وستجد مزيداً من الإبداع والفرح والطاقة والفاعلية في نتائجك اليومية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى